بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا تصلي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إخواني الكرام .. الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين وهي عمود الدين وأحب الأعمال إلى الله وأداؤها مع الجماعة من أوكد العبادات وأجل الطاعات وأعظم شعائر الإسلام . الصلاة هي الكتاب الموقوت ، هي التواضع لكبرياء الله والخشوع لعظمته والخضوع لربوبيته ، هي غذاء القلب ومناجاة الرب وعماد الدين . الصــلاة شرط المناجاة وحارسة الإيمان ، ونور المؤمن والنجاة من النار ، مناجاة لذي الجلال وانطلاقة لقبول الأعمال .
أتعرف أخي الحبيب أن الصلاة أفضل الأعمال ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن ماجةهل تعلم بأن الصلاة تكفير للذنوب والخطايا ورفعة للدرجات ؟ اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ) أخرجه مسلم .
إن الصلاة أخي الكريم مزيلة للذنوب وغاسلة للخطايا ، اقرأ قوله صلى الله عليه وسلم : (أر أيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : (فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الخطايا) متفق عليه .
بل إن الإنسان تغفر زلاته وتنقى صحيفته وهو متهيئ للصلاة ولما يدخل فيها بعد ، قال صلى الله عليه وسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) أخرجه مسلم . وفي رواية قال : (من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس غفر الله له ذنوبه) .
أخي الحبيب أتريد أن يغفر الله لك ما سلف من ذنوبك ؟
ما عليك إلا أن تتوضأ وتصلي ركعتين بقلب حاضر ، اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
الصلاة سرور المؤمن وسلوة الطائع وملاذ الخاضع ، أقرب إلى المؤمن وأسرع نجدة وإسعافا وأحنى واعطف من حجر الأم الرؤوم الحنون على الطفل الشريد اليتيم ، هي معقل المسلم وملجؤه الذي يأوي إليه ويسكن إليه وهي الحبل الممدود بينه وبين ربه .
إخواني الكرام .. الصلاة جنة المسلم وسلاحه وسعادته وفلاحه ، هي المفتاح الدائم الذي يفتح به كل قفل ، ويكشف به كل ما غم قلبه وأهمه وأشغل خاطره ، إنها ليست حركات رياضية ونظاما رتيبا جامدا ، لا روح فيه ولا حياة ، إنها عمل مشترك بين الجسم والعقل والقلب ، الجسم قيام وركوع وسجود ، والعقل تدبر وتفكر واعتبار ، والقلب خشوع وامتثال وخضوع ، ولا قيمة للصلاة بلا خشوع ! (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنون 1- 2
أخي الكريم... هل تعلم بأن أول عمل يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة صلاته ، فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله ! اقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله) أخرجه الطيالسي بسند صحيح .
أخي الحبيب .. قد تكون مسرفا على نفسك بالمعاصي والذنوب وقد تكون مقصرا في الطاعات والقربات لكنك بمحافظتك على الصلاة تصلح لك جميع أعمالك ويغفر الله لك بإذنه سبحانه ما سلف من ذنوبك أما إذا كنت مضيعا للصلاة متهاونا فيها فماذا يكون حالك ؟! تفسد جميع أعمالك وإن كانت كثيرة بل تنال العقوبة التي قال الله فيها (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) مريم 59 ، أتعرف معنى الغي ؟! إنه واد في جهنم أعاذنا الله وإياك منها .
إخواني الكرام ..
لماذا الغفلة عن الصلاة ؟!
لماذا التهاون في أداء هذه الفريضة العظيمة ؟!
أتعلمون بأن الحد الفاصل بين الإيمان والكفر هو الصلاة ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر !) أخرجه أحمد والترمذي .
نحن مسلمون ولله الحمد ، وشعار الإسلام الصلاة ، فكيف يكون مسلما من لا يصلي؟!
ماذا يستفيد الإسلام من مسلمين يدعون الإسلام إذا كانوا يخالفون عن أوامره ، أليسوا كالولد العاق يوافق أهله نسبا ويخالفهم سلوكا ؟!
وهل يرجى خير من لا يرجو لنفسه الخير ؟!
أخي الحبيب ... ألا تخاف من هذه النصوص التي تحذر من ترك الصلاة والتهاون فيها ؟!
ألا تخاف من رب العالمين خالق السموات والأراضين؟!